بسم الله الرحمٰن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد..
فبداية أخواتي في الله.. أشهد الله أني أحبكن فيه ، وأسأله سبحانه أن نجتمع بهذا الحب في ظل عرشه يوم نلقاه. آمين
لقد انتشر – ولله الحمد – في أوساط المسلمات وعيًا دينيًا ، وصحوة مباركة تجاه العودة للحجاب الشرعي الذي أمر الله عز وجل به.
وعندنا في مصر – تحديدًا - ، على الرغم من كثرة عدد المتبرجات ، و " حجاب الموضة " - والله المستعان- ، إلا أنني لا أود الحديث عن هؤلاء ، وإنما أتحدث عن أخوات أراد الله عز وجل لهن الهداية ، فاستقمن على أمره ، وعادوا للحجاب الشرعي.
فقد انتشر ما يسمى بالإسدال والملحفة ، وأقبل عليهما الكثيرات ، لكن المشكلة الآن في شيء آخر ...
كان هذا الجلباب من عدة سنوات يصنع من قماش ساتر كثيف ، ثم بمرور الوقت أصبح رقيقًا ناعمًا ، حتى إني رأيت بعيني ملحفة ملتصقة على جسد من ترتديها ، وملحفة تشف ما تحتها ، ثم.. نقاب أسود يظهر لون الجلد من تحته !! ، إلى أن ظهرت ملحفة من قماش "الستان" !! ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وهذه الأردية أصبح الإقبال عليها كبيرًا جدًا ، حتى إن أحد المصانع ، والذي كنت أتعامل معه ، كان ينتج الملاحف السميكة ، ثم توقف عن إنتاجها ، للإقبال على الأخرى ، والتى تسمى بالملحفة السعودي !!
وللأسف الشديد اشترت أحد الأخوات ملحفة من أرض الحجاز ، فرأيتها مثل ما أصف تمامًا.
أما المشكلة الأكبر ، فهي أن كثير من أخواتنا يرتدون تحت هذه الملحفة بنطالاً و "بادي" ، وتسير في الطرقات لا تبالي ، ولا تعلم أن مجرد مرورها في ضوء الشمس – مثلا – يظهر كل شيء !!
أو ترتدي الأخت ملحفة مفتوحة من الأمام ، وتحتها "بادي" ليس له أكمام ، ثم إذا تحركت يظهر ذراعيها !!
قال شيخنا أبو عبد الرحمن الألباني – رحمه الله- في كتابه "جلباب المرأة المسلمة " ، تعليقًا على حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما: ( كساني رسول الله قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي ، فكسوتها امرأتي. فقال: [مالك لم تلبس القبطية ؟]. قلت: كسوتها امرأتي. فقال: [مرها فلتجعل تحتها غلالة ، فإني أخاف أن تصف حجم عظامها].
قال: [[ فقد أمر بأن تجعل المرأة تحت القبطية غلالة - وهي شعار يلبس تحت الثوب - ليمنع بها وصف بدنها ، والأمر يفيد الوجوب كما تقرر في الأصول ، ولذلك قال الشوكاني في شرح هذا الحديث ( 2 / 97 ) ما نصه: " والحديث يدل على أنه يجب على المرأة أن تستر بدنها بثوب لا يصفه ، وهذا شرط ساتر العورة ، وإنما أمر بالثوب تحته لأن القباطي ثياب رقاق لا تستر البشرة عن رؤية الناظر بل تصفها " ، وهو كما ترى قد حمل الحديث على الثياب الرقيقة الشفافة التي لا تستر لون البشرة ، فهو على هذا يصلح أن يورد في الشرط السابق ، ولكن هذا الحمل غير متجه عندي بل هو وارد على الثياب الكثيفة التي تصف حجم الجسم من ليونتها ، ولو كانت غير رقيقة وشفافة وذلك واضح من الحديث لأمرين:
الأول: أنه قد صرح فيه بأن القبطية كانت كثيفة أي : ثخينة غليظة ، فمثله كيف يصف البشرة ولا يسترها عن رؤية الناظر؟. ولعل الشوكاني رحمه الله ذهل عن هذا القيد ( كثيفة ) في الحديث ففسر القبطية بما هو الأصل فيها.
الثاني: أن النبي قد صرح فيه بالمحذور الذي خشيه من هذه القبطية ، فقال: (إني أخاف أن تصف حجم عظامها). فهذا نص في أن المحذور إنما هو وصف الحجم لا اللون.
فإن قلت: فإذا كان الأمر كما ذكرت وكانت القبطية ثخينة فما فائدة الغلالة؟
قلت: فائدتها دفع ذلك المحذور ، لأن الثوب قد يصف الجسم ولو كان ثخينا إذا كان من طبيعته الليونة والانثناء على الجسد ، كبعض الثياب الحريرية والجوخ المعروفة في هذا العصر ، فأمر بالشعار من أجل ذلك ، والله تعالى أعلم. ]] ا.هـ
ووالله ما حال بنات المسلمين ، وما وصلن إليه من التبرج والعُري إلا نتاج تخطيطات أعداء الدين من المفسدين في الأرض ، لهدم الإسلام – ولن يستطيعوا بفضل الله - ، لكن كما قال الصادق المصدوق : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ). قالوا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟. قال: ( فمن؟ ). متفق عليه
وما يحزن القلب أنه كلما تحدثت إلى إحدى الأخوات في الأمر ، إذا بها تعترض بأنه المعروض في الأسواق !! ، وبأن أكثر الأخوات يرتدين هذا الجلباب ولا يرون به بأسًا ، وغير ذلك من الاعتراضات !!
والأغرب أن هناك من تعترض ، وتحتج بحرارة الجو !! ، أما علمت هذه أن نار جهنم أشد حرًا ، أوليس حرها أجدر بالاتقاء ؟؟
ولا أنكر أن هناك أيضًا من تتفطن إلى الأمر ، وتستمع للنصح ، جزاهن الله خيرًا.
لذا.. فإنه لا ينبغي لمن تمسكت بدينها ، أن تتبع غير من أمرنا باتباعه ، وقد حذرنا ربنا في كتابه فقال: " وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ " الأنعام: 116
فاحذرن أخواتي – بارك الله فيكن - من هذا التقليد الأعمى ، وهذه الحجج الواهية ، واتقين الله.
وقد قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: (لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعه نساء بني إسرائيل). [صححه شيخنا الألباني رحمه الله] ، فكيف لو رآنا !!
" يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ "
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد..
فبداية أخواتي في الله.. أشهد الله أني أحبكن فيه ، وأسأله سبحانه أن نجتمع بهذا الحب في ظل عرشه يوم نلقاه. آمين
لقد انتشر – ولله الحمد – في أوساط المسلمات وعيًا دينيًا ، وصحوة مباركة تجاه العودة للحجاب الشرعي الذي أمر الله عز وجل به.
وعندنا في مصر – تحديدًا - ، على الرغم من كثرة عدد المتبرجات ، و " حجاب الموضة " - والله المستعان- ، إلا أنني لا أود الحديث عن هؤلاء ، وإنما أتحدث عن أخوات أراد الله عز وجل لهن الهداية ، فاستقمن على أمره ، وعادوا للحجاب الشرعي.
فقد انتشر ما يسمى بالإسدال والملحفة ، وأقبل عليهما الكثيرات ، لكن المشكلة الآن في شيء آخر ...
كان هذا الجلباب من عدة سنوات يصنع من قماش ساتر كثيف ، ثم بمرور الوقت أصبح رقيقًا ناعمًا ، حتى إني رأيت بعيني ملحفة ملتصقة على جسد من ترتديها ، وملحفة تشف ما تحتها ، ثم.. نقاب أسود يظهر لون الجلد من تحته !! ، إلى أن ظهرت ملحفة من قماش "الستان" !! ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وهذه الأردية أصبح الإقبال عليها كبيرًا جدًا ، حتى إن أحد المصانع ، والذي كنت أتعامل معه ، كان ينتج الملاحف السميكة ، ثم توقف عن إنتاجها ، للإقبال على الأخرى ، والتى تسمى بالملحفة السعودي !!
وللأسف الشديد اشترت أحد الأخوات ملحفة من أرض الحجاز ، فرأيتها مثل ما أصف تمامًا.
أما المشكلة الأكبر ، فهي أن كثير من أخواتنا يرتدون تحت هذه الملحفة بنطالاً و "بادي" ، وتسير في الطرقات لا تبالي ، ولا تعلم أن مجرد مرورها في ضوء الشمس – مثلا – يظهر كل شيء !!
أو ترتدي الأخت ملحفة مفتوحة من الأمام ، وتحتها "بادي" ليس له أكمام ، ثم إذا تحركت يظهر ذراعيها !!
قال شيخنا أبو عبد الرحمن الألباني – رحمه الله- في كتابه "جلباب المرأة المسلمة " ، تعليقًا على حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما: ( كساني رسول الله قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي ، فكسوتها امرأتي. فقال: [مالك لم تلبس القبطية ؟]. قلت: كسوتها امرأتي. فقال: [مرها فلتجعل تحتها غلالة ، فإني أخاف أن تصف حجم عظامها].
قال: [[ فقد أمر بأن تجعل المرأة تحت القبطية غلالة - وهي شعار يلبس تحت الثوب - ليمنع بها وصف بدنها ، والأمر يفيد الوجوب كما تقرر في الأصول ، ولذلك قال الشوكاني في شرح هذا الحديث ( 2 / 97 ) ما نصه: " والحديث يدل على أنه يجب على المرأة أن تستر بدنها بثوب لا يصفه ، وهذا شرط ساتر العورة ، وإنما أمر بالثوب تحته لأن القباطي ثياب رقاق لا تستر البشرة عن رؤية الناظر بل تصفها " ، وهو كما ترى قد حمل الحديث على الثياب الرقيقة الشفافة التي لا تستر لون البشرة ، فهو على هذا يصلح أن يورد في الشرط السابق ، ولكن هذا الحمل غير متجه عندي بل هو وارد على الثياب الكثيفة التي تصف حجم الجسم من ليونتها ، ولو كانت غير رقيقة وشفافة وذلك واضح من الحديث لأمرين:
الأول: أنه قد صرح فيه بأن القبطية كانت كثيفة أي : ثخينة غليظة ، فمثله كيف يصف البشرة ولا يسترها عن رؤية الناظر؟. ولعل الشوكاني رحمه الله ذهل عن هذا القيد ( كثيفة ) في الحديث ففسر القبطية بما هو الأصل فيها.
الثاني: أن النبي قد صرح فيه بالمحذور الذي خشيه من هذه القبطية ، فقال: (إني أخاف أن تصف حجم عظامها). فهذا نص في أن المحذور إنما هو وصف الحجم لا اللون.
فإن قلت: فإذا كان الأمر كما ذكرت وكانت القبطية ثخينة فما فائدة الغلالة؟
قلت: فائدتها دفع ذلك المحذور ، لأن الثوب قد يصف الجسم ولو كان ثخينا إذا كان من طبيعته الليونة والانثناء على الجسد ، كبعض الثياب الحريرية والجوخ المعروفة في هذا العصر ، فأمر بالشعار من أجل ذلك ، والله تعالى أعلم. ]] ا.هـ
ووالله ما حال بنات المسلمين ، وما وصلن إليه من التبرج والعُري إلا نتاج تخطيطات أعداء الدين من المفسدين في الأرض ، لهدم الإسلام – ولن يستطيعوا بفضل الله - ، لكن كما قال الصادق المصدوق : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ). قالوا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟. قال: ( فمن؟ ). متفق عليه
وما يحزن القلب أنه كلما تحدثت إلى إحدى الأخوات في الأمر ، إذا بها تعترض بأنه المعروض في الأسواق !! ، وبأن أكثر الأخوات يرتدين هذا الجلباب ولا يرون به بأسًا ، وغير ذلك من الاعتراضات !!
والأغرب أن هناك من تعترض ، وتحتج بحرارة الجو !! ، أما علمت هذه أن نار جهنم أشد حرًا ، أوليس حرها أجدر بالاتقاء ؟؟
ولا أنكر أن هناك أيضًا من تتفطن إلى الأمر ، وتستمع للنصح ، جزاهن الله خيرًا.
لذا.. فإنه لا ينبغي لمن تمسكت بدينها ، أن تتبع غير من أمرنا باتباعه ، وقد حذرنا ربنا في كتابه فقال: " وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ " الأنعام: 116
فاحذرن أخواتي – بارك الله فيكن - من هذا التقليد الأعمى ، وهذه الحجج الواهية ، واتقين الله.
وقد قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: (لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعه نساء بني إسرائيل). [صححه شيخنا الألباني رحمه الله] ، فكيف لو رآنا !!
" يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ "